أكدت مصادر دبلوماسية لـ"الديار" أن "لا شيء يشغل القوى الدولية والإقليمية المعنية بالحفاظ على هدوء واستقرار لبنان سوى الأمن الفالت بين المناطق اللبنانية دون حسيب أو رقيب ليبقي الخطر محدقا بالبلاد إذا لم يتدارك الساسة الأمر قبل فوات الأوان، خصوصا أن استمرار الوضع الأمني على حاله المتدهور فهذا يعني بأنه لا شيء مؤكداً في لبنان خلال المرحلة الحالية والمقبلة سوى مسألة واحدة وهي تكريس الفراغ الشامل والقاتل الذي يثير القلق والهواجس من المعلومات المتداولة عن مخططات مشبوهة لإشعال كل لبنان الذي ينزلق أكثر وأكثر باتجاه استدراج ويلات ومأساة الأزمة السورية بكافة فصولها التدميرية والقاتلة إلى الربوع اللبنانية التي ستكون فريسة للفوضى والحرب الأهلية العبثية من دون أن يكون هناك أي فرصة دولية أو اقليمية مؤاتية لوقف هذه الفوضى والحرب الأهلية بسرعة كما جرى في أحداث 7 آيار 2008 حيث كانت تسوية "الدوحة"، وذلك في ظل انشغال العالم بأولويات عديدة بعيدة عن شؤون وشجون لبنان الذي سيبقى متروكا داخل آتون الفوضى بانتظار بلورة جميع التسويات حول كافة القضايا العالقة في المنطقة والتي تأتي في مقدمتها الأزمة السورية التي تتقدم على ما سواها من أزمات في منطقة الشرق الأوسط".

ورأت المصادر ان "اغتيال ​حسان اللقيس​ يدل عن مدى الإنكشاف السياسي والأمني الذي يعيشه لبنان، كما يدل بان الخطاب الطائفي والمذهبي العالي النبرة غير المسبوق الذي تشهده البلاد يهدف إلى توفير الأرض الخصبة التي تسمح لأي عابث يستهدف تقويض أمن واستقرار لبنان إلى تنفيذ أجنداته المشبوهة التي باتت مكشوفة لناحية إن هناك قوى إقليمية عربية بدأت تشعر بان مشروعها في سوريا يكاد يوشك على السقوط. لذلك هي اليوم تلجأ إلى الخطة "ب" في مشروعها من خلال استخدام أوراقها المؤثرة في الدول المجاورة لسوريا لا سيما في العراق ولبنان من خلال البوابة المذهبية التي تسمح لها بإغراق المنطقة بالفوضى والحروب خصوصا أن تلك القوى الإقليمية العربية تملك في يدها مفتاح تحريك التكفيريين الإرهابيين في كل أرجاء المنطقة".